الخميس، 8 ديسمبر 2011

التفكير الإبداعي والعصف الذهني - ساره علي المسعود



التفكير الإبداعي  والعصف الذهني ..

التفكير الإبداعي والعصف الذهني هل مقصودهما واحد وهل يعتمدان على ركيزة واحده ؟ أم أنهما مصطلحان يختلفان عن بعضهما .
قد يتبادر في أذهاننا هذا السؤال والحل الوحيد هو تعريف كل منهما وفهم معناهم الصحيح .


أولا العصف الذهني:
يعرفهُ أوزبورن  بأنه عبارة عن مؤتمر ابتكاري يهدف إلى إنتاج قائمة من الأفكار يمكن أن تقود إلى بلورة المشكلة ، وتؤدي بالنهاية إلى تكوين حل للمشكلة  (Ozborn,2001,151,152) .

وقد تم استخدام هذا المصطلح لأن العقل يعصف بالمشكلة ويفحصها ويمحصها بهدف التوصل إلى الحلول الابتكارية المناسبة للمشكلة (طارق سويدان, محمد العدلوني, 2002 ،99).

يعد (أليكس أزبورن) الأب الشرعي لطريقة العصف الذهني في تنمية التفكير الإبداعي حيث جاءت هذه الطريقة كرد فعل لعدم رضاه عن الأسلوب التقليدي السائد آنذاك ولهذا الأسلوب عدة مرادفات منها القصف الذهني, والعصف الذهني, والمفاكرة, وإمطار الدماغ، وتوليد الأفكار, وتدفق الأفكار" (طارق سويدان, ومحمد العدلوني, 2002, 99) .

ويعد العصف الذهني من أكثر الأساليب المستخدمة في تحفيز الإبداع والمعالجة الإبداعية للمشكلات في حقول التربية والتجارة والصناعة والسياسة.
حيث ظهر أسلوب العصف الذهني في سوق العمل, إلا أنه انتقل إلى ميدان التربية والتعليم وأصبح من أكثر الأساليب التي حظيت باهتمام الباحثين والدارسين المهتمين بالتفكير الإبداعي (فتحي جروان ,2002, 115).

ويعرفه أزبورن  بأنه مؤتمر تعليمي يقوم على أساس تقديم المادة التعليمية في صورة مشكلات تسمح للمتعلمين بالتفكير الجماعي لإنتاج وتوليد أكبر عدد ممكن من الأفكار أو الحلول التي تدور بأذهانهم مع إرجاء النقد أو التقييم إلى بعد الوقت المحدد لتناول المشكلة " ( Osborn,2001,151-152 ).


ثانيا التفكير الإبداعي:
يقول الله تعالى ( بديع السموات والأرض ) أي خلقها على غير مثال سابق (طارق سويدان, محمد العدلوني, 2002, 15) .

,يعرفه تورانسTorrance  بأنه عملية تحسس للمشكلات والوعي بها وبمواطن الضعف، والفجوات، والتنافر، والنقص فيها، وصياغة فرضيات جديدة، والتوصل إلى ارتباطات جديدة باستخدام المعلومات المتوافرة والبحث عن حلول، وتعديل للفرضيات، وإعادة فحصها، والتوصل إلى نتائج جديدة (Torrance,1963,22 ). 

ويُعرف بأنه (نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نتائج أصيلة لم تكن معروفة سابقاً ويتميز التفكير الإبداعي بالشمولية والتعقيد, لأنه ينطوي على عناصر معرفية انفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل حالة ذهنية فريدة "ويستخدم الباحثون تعبيرات متنوعة تقابل مفهوم (التفكير الإبداعي) وتلخيصه من الناحية الإجرائية مثل التفكير المنتج والتفكير التباعدي والتفكير الجانبي (فتحي جروان, 2002 ,84).

وتقصد به القدرة على توليد عدد كبير من الأفكار، والسرعة والسهولة في توليدها، والتنويع في هذه الأفكار بحيث تكون من نوع الأفكار غير المتوقعة مع الحفاظ على التفرد ,والجدة ,التميز لأفكار مع قدرتها على إضافة تفاصـيل جـديـدة ومتنوعة لكل فكرة .
عرف سيترنبرج  Sternberg(1988) التفكير الإبداعي بأنه: تفكير يشتمل على عمليات متعددة المراحل، ويشتمل على تحديد المشكلة، وتحديد الجوانب المهمة فيها، والوصول إلى طريقة جديدة في حل هذه المشكلة.

ويعرفه اللقاني والجمل بأنه عملية عقلية يمر بها الطالب بمراحل متتابعة بهدف إنتاج أفكار جديدة لم تكن موجودة من قبل خلال تفاعله مع المواقف التعليمية المتعمقة في المناهج وتتم في مناخ يسوده الاتساق والتآلف بين مكوناته (أحمد اللقاني، علي الجمل، 1996،79). 

والتفكير الإبداعي هو "قدرة الفرد على الإنتاج , والذي يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية  والمرونة والأصالة والتداعيات البعيدة كاستجابة الفرد لمشكلة
أو لموقف مثير والتفكير الإبداعي هو التفكير فيما وراء الأشياء المألوفة أو الواضحة وينتج عنه إضافة أفكار وحلول جديدة تؤدي إلى إنتاج جديد" (كوثر عبد الرحيم الشريف,2000 ,96).

وأخيرا يتضح أن العصف الذهني هي طريقه لتمنيه وتطوير التفكير الإبداعي لدى الفرد .

فالتفكير الإبداعي هو إنتاج أفكار جديدة خارجه عن المألوف وعن الأفكار التقليدية وأتاحه الفرصة لخلق فكره إبداعيه وغير متكررة  والذي هو أساس العصف الذهني فتكرار الأفكار يجعل الفرد يسئم ويبدأ بالانطلاق لخلق فكره جديدة إبداعيه
فأينما يوجد عصف ذهني لابد من وجود التفكير الإبداعي لكي تكتمل ثمره العصف الذهني.


المرجع:
الاحمري , مريم. استخدام أسلوب العصف الذهني في تنمية مهارات التفكير الإبداعي
وأثره على التعبير الكتابي لدى طالبات الصف الثالث المتوسط . رساله دكتوراه غير منشوره.كليه التربيه للبنات ,جامعه تبوك . تبوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق